السبت، 23 ديسمبر 2017

إدارة الجودة الشاملة بالمكتبات

مفهوم الجودة:
أن مفهوم إدارة الجودة الشاملة يعتبر من المفاهيم الإدارية الحديثة التي تهدف إلي تحسين وتطوير الأداء بصفة مستمرة وذلك من خلال الاستجابة لمتطلبات المستفيد ويعتبر شكل من أشكال الإبداع الحضاري.
الجودة في اللغة:
الجودة أصلها(الجود)علي وزن (فعل)وهو أن يكون الشيء جيداً أي حسنا رائعاً. وتعني كلمة (جود):الجيد نقيض الردئ ، وجاد الشيء جودة إلي صار جيداً.
تعريف وماهية الجودة:
يرجع مفهوم الجودة (quality)إلي الكلمة اللاتينية (qualitas) التي تعني طبيعة الشخص أو طبيعة الشيء ودرجة الصلابة.
وعرفت الجودة بأنها: حالة ديناميكية مرتبطة بالمنتجات المادية والخدمات والأفراد والعمليات والبيئة المحيطة بحيث تتطابق هذه الحالة مع التوقعات كما عرفتها الجمعية الأمريكية لضبط الجودة بأنها مجموعة المزايا وخصائص المنتج أو الخدمة القادرة علي تلبية احتياجات المستهلكين.
وإن كلمة الشاملة: تعني أن كل شخص في المنظمة يجب أن ينضم إلي جهود التحسين الدائم، وكلمة (الجودة) تظهر الاهتمام برضاء العملاء، وكلمة (إدارة) ترجع إلي الناس والعمليات التي نحتاجها لتحقيق الجودة.
أبعاد نظام الجودة: وقد لخص علي السلمي أبعاد معني الجودة في:
1.  الملائمة للاستخدام.
2.  انخفاض نسبة العيوب.
3.  انخفاض معدلات الفشل.
4.  الإسراع بتقديم الخدمات للعملاء.
5.  هي تحسين الأداء.
مفهوم إدارة الجودة الشاملة:
عرفها معهد الجودة الفيدرالي بأنها: منهج تطبيقي شامل يهدف إلي تحقيق حاجات وتوقعات المستفيد إذا يتم استخدام الأساليب الكمية من أجل التحسين المستمر في العمليات والخدمات. كما عرفها جيمس رايلي وهو نائب رئيس معهد مختص بتدريب وتقديم الاستشارات حول الجودة الشاملة علي أنها: تحول في الطريقة التي تدار بها المنظمة، والتي تتضمن تركيز طاقات المنظمة علي التحسينات المستمرة لكل العمليات والوظائف، وقبل كل شي المراحل المختلفة للعمل، إذا أن الجودة ليست أكثر من تحقيق حاجات العميل. ويعرفها عمر العقلي بأنها: فلسفلة إدارية حديثة، تأخذ شكل نهج أو نظام إداري شامل قائم علي أساس أحدث تغيرات ايجابية جذرية لكل شيء داخل المنظمة، بحيث تشمل هذه التغيرات: الفكر، السلوك، القيم، المعتقدات التنظيمية، المفاهيم الإدارية، نمط القيادة الإدارية...الخ. وذلك من أجل تحسين وتطوير كل مكونات المنظمة والوصول إلي اعلي جودة في مخرجات(سلع وخدمات) وبأقل تكلفة، بهدف تحقيق اعلي درجة من الرضا لدي زبائنها عن طريق إشباع حاجاتهم ورغباتهم، وفق ما يتوقعونه وأكثر. وعرفت (ISO) إدارة الجودة الشاملة بأنها( اتجاه إدارة المنظمات التي تضع الجودة في مركزها علي أساس مشاركة جميع أعضائها، بحيث يكون الهدف وعلي المدى الطويل النجاح من خلال إرضاء المستفيدين و المنفعة لجميع أعضاء المنظمة والمجتمع.
 وعرفها البكري بأنها: إستراتيجية تنظيمية وأساليب إدارية تؤدى إلي تسليم سلع أو خدمة للعميل ذات جودة مرتفعة.
وكذلك عرفها جابلو نسكي بأنها: شكل تعاوني لأداء العمل يعتمد علي القدرات المشتركة لكل من الادراة والعاملين بهدف تحسين وزيادة الإنتاجية بصفة مستمرة من خلال فرق العمل.
·        وعرفت بأنها: مجموعة مبادئ إدارية ترشد المديرين علي إدارة مؤسساتهم، إدارة افصل ،وتنأي بهم عن الممارسات الإدارية التقليدية التي تعيقهم  عن استخدام كافة الإمكانيات الظاهرة والكامنة لدي جميع العاملين في التنظيم.
·        وأيضاً عرفت بأنها: التفوق في الأداء لإسعاد المستهلكين عن طريق عمل المديرين والموظفين مع بعضهم البعض من أجل تزويد المستهلكين بجودة ذات قيمة من خلال تأدية العمل الصحيح وبالشكل الصحيح ومن المرة الأولي وفي كل وقت. ويعرفها المعهد الفدرالي بأنها: أداء العمل بشكل صحيح من المرة الأولي مع الاعتماد علي تقييم المستفيد لمعرفة مدة تحسين الأداء.
مبادئ إدارة الجودة الشاملة:
1.     التزام الإدارة العليا بمبادئ إدارة الجودة الشاملة.
2.     تحديد الإدارة المناسبة لقياس وتقويم الوضع الحالي للمنشاة.
3.     تحديد استراتيجية الجودة.
4.     تبني مبدأ التطوير المستمر.
5.     تعليم وتدريب المدربين علي أسلوب إدارة الجودة الشاملة.
6.     دعم مفهوم الجودة في جميع أقسام المنشاة
7.     التركيز علي العمل الجماعي.
8.     التأكيد علي أن التحسين والتطوير عملية مستمرة.
إدارة الأداء: المفهوم والجودة:
مفهوم الأداء: يعرف بأنه عمل الأشياء أو المهام في شكل مطابق مطلوب التوصل إليه.
ويقصد بمصطلح الأداء: التنفيذ الفعال لمرحل الأعمال المتعلقة بالوظائف والمهام والإجراءات التي حددتها خطط وبرامج التخطيط المختلفة فيما يتعلق بدرجة ومستوي المهارة والجهود المبذولة في تنفيذها.
وعرفت إدارة الأداء بأنها: ترتبط بتنظيم العمل لتحقيق النتائج الأحسن الممكن الوصول إليها. وعرفها كل من استوري وسيسون: مجموعة من السياسات والممارسات المتداخلة والمرتكزة علي تحقيق الأهداف التي ترتكز علي أداء الفرد.
فان تنظيمات إدارة الأداء تختص بالتالي:
1.     التعبير عن أهداف الأداء في إطار نتائج المخرجات الممكن قياسها والمحاسبة من خلالها وأهداف تدريب وتعلم الموارد البشرية العاملة.
2.     استخدام إجراءات التقدير أو التقييم كطرق توصيل متطلبات الأداء الموضوعة علي أساس عادي.
3.     ربط متطلبات الجودة الأداء لدفع أجر ومكافأة القوة العاملة وخاصة لأفراد الأداء العليا. وبذلك تعتبر إدارة الأداء عملية جوهرية فيما يخص قياس ومراجعة وتعزيز أداء القوة العاملة كمساهمين مشتركين في الأداء التنظيمي الشامل للمؤسسة.
الرقابة علي الجودة: قديماً كانت الوقاية علي الجودة تركز علي تعريف الأخطاء أكثر من كونها تمنع الأخطاء قبل حدوثها. وأن (ألان ديمنج) قدم اعتقاده بان وظيفة المدراء هي البحث عن الأخطاء من ثم تصحيحها. ويمكننا القول بان الرقابة تنبع من مفهوم وفلسفة إدارة الجودة الشاملة ويتضح ذلك من خلال مايلي:
1.     ارتكازها علي تقديم جودة عالية للمستهلكين.
2.     ضرورة توفر قيمة للمنتج.
3.     ضرورة القيام بالإعمال بطريقة صحيح ومن أول مرة.
4.     ضرورة إسعاد الزبائن.
5.     ضرورة عمل التحسينات المستمرة.
والمقصود بالرقابة علي الجودة: مجموعة من الخطوات المحددة مسبقاً والتي تهدف إلي التأكد من أن الإنتاج المحقق مطابق مع المواصفات و الخصائص الموضوعة للمنتج.
أهداف إدارة الجودة الشاملة:
يعتبر إرضاء المستفيدين هو الهدف الذي تسعي إليه كل مؤسسة ترغب في النجاح والصمود والاستمرارية، فلولا الزبائن والعملاء لما وجدت أصلا المنظمات والمؤسسات، ويمكن إيجاز أهداف الجودة الشاملة فيما يلي:
1.     زيادة القدرة التنافسية للمنظمة.
2.     الزيادة في كفاءة المنظمة بإرضاء الرواد والتفوق علي المنافسين.
3.     زيادة الإنتاجية كما وكيفا والتحسين المتواصل.
4.     زيادة الربحية وتحسين اقتصاديات المنظمة.
المفاهيم المحورية والأفكار الرئيسية لإدارة الجودة الشاملة:
1.        الاهتمام بالزبون والعميل.
2.        الاهتمام بالرقابة أكثر من التفتيش.
3.        التركيز علي العمليات والنتائج.
4.        اتخاذ القرارات المبنية علي الحقائق.
5.        الاهتمام بالتغذية الراجعة.
6.        الاهتمام بالجودة يحقق الربح.
7.        وضع معايير مناسبة للمنافسة.
8.        الأيمان بمبدأ الإدارة الذاتية.
9.        تأكيد مبدأ التآزر في عمل الفريق.
10.   إتقان العمل من أول مرة.
11.   التحسين المستمر في العمل.
إدارة الجودة الشاملة وإدارة المكتبات: نظرة تقييمية: أصبحت الجودة الشاملة في المدخلات والعماليات والمخرجات والخدمات هدفاً أساسياً للإدارة الحديثة في المكتبات بغرض تحقيق الإنتاجية العالية والأداء المتميز والكفاية المنشودة والرضا النفسي الواضح.
وينبغي لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في المكتبات التنبه إلي مظاهر ومؤشرات انعدام الجودة بها و العمل علي التخلص منها، ومن هذه المظاهر ما يلي:
انحدار الجودة في المدخلات والعماليات والمخرجات وخدمات المعلومات.
1.  سوء إدارة بعض العمليات أحياناً.
2.  زيادة وقت القيام بالعمليات المختلفة.
3.  زيادة عدد شكاوي المستفيدين.
4.  انخفاض درجة الرضا عن بعض نواحي العمل.
5.  تعيين أشخاص غير مؤهلين للعمل بالمكتبة.
6.  عدم توفير أهداف ومعايير أدائية واضحة.
7.  شيوع روح البيروقراطية بالمعني السيئ.
أهداف الجودة الشاملة في المكتبات:
1.     التخطيط الاستراتيجي للمكتبات.
2.     بناء القدرات المؤسسية للمكتبات.
3.     تحديد رؤية ورسالة المكتبات.
4.     توفير إدارة جيدة للمكتبات.
5.     حدوث تغيير في أسلوب الإدارة وجودة الأداء بالمكتبات.
6.     تحسين بيئة العمل.
7.     إرضاء المستفيدين من المكتبات.
8.     تنمية الموارد بالمكتبات.
9.     تقويم الأداء بالمكتبات.
متطلبات تطبيق نظام الجودة بالمكتبات:
1.     تهيئة مناخ العمل بالمكتبات.
2.     قياس أداء الجودة.
3.     إدارة فاعلة للموارد البشرية بالجهاز الإداري والفني بالمكتبات.
4.     تعليم وتدريب مستمرين لكافة الأفراد العاملين بالمكتبات.
5.     تبني أنماط قيادية مناسبة لإدارة الجودة الشاملة بالمكتبات.
6.     مشاركة جميع العاملين في الجهود المبذولة لتحسين مستوي الأداء.
7.     تأسيس نظام معلومات دقيق لإدارة الجودة الشاملة بالمكتبات.
مبررات تطبيق إدارة الجودة الشاملة بالمكتبات:
1.     ارتباط الجودة بالإنتاجية في خدمات المعلومات وهي الهدف من وجود المكتبات.
2.     اتصاف نظام الجودة بالشمولية في كافة العمليات الفنية التي تقدمها المكتبات.
3.     عالمية نظام الجودة وهي سمة من سمات عصر المعلومات.
4.     عدم جدوى بعض الأنظمة و الأساليب الإدارية السائدة في تحقيق الجودة المطلوبة.
5.     نجاح تطبيق نظام الجودة الشاملة في العديد من المكتبات ومراكز المعلومات في الدول المتقدمة.
المصادر والمراجع:
1.     الشركة العربية المتحدة للتدريب والاستشارات الإدارية. ملتقي الأساليب الحديثة لإدارة المكتبات ومراكز المعلومات بالجودة الشاملة. – القاهرة: مكتبة الإسكندرية،2005م. – ص 50-52.
2.     عماد رز سليم. تطبيق إدارة الجودة الشاملة في إدارة المكتبات العامة. – الخرطوم: جامعة النيلين2006م. – رسالة ماجستير غير منشورة . – ص 37-40.
3.     عمر أحمد همشري. الإدارة الحديثة للمكتبات ومراكز المعلومات. – عمان: مؤسسة الرؤى العصرية، 2001م. –ص 85-87.
4.     محمد محمد الهادي. توجهات الإدارة العلمية للمكتبات ومرافق المعلومات وتحديات المستقبل. – القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2008م . – ص 212.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق